MiSs.AlqaeSy
عدد الرسائل : 226 العمر : 39 الموقع : المانيه العمل/الترفيه : دكتره نفسانيه المزاج : عصبيه تاريخ التسجيل : 18/02/2008
| موضوع: لا بديل عن الوطن الثلاثاء فبراير 19, 2008 2:08 pm | |
|
داود الفرحان هل سمع أحد عن حكومة بلد في الشرق أو الغرب, في الشمال أو الجنوب, تطلب من الدول الأخرى قبول لجوء مواطنيها الهاربين منها؟ حكومة واحدة تفعل ذلك هي حكومة المنطقة الخضراء في بغداد. فهي تهاجم سوريا والاردن وبقية دول الجوار التي تحاول تنظيم دخول واقامة مئات الالوف من العراقيين الهاربين من جحيم الاحتلال الامريكي والميليشيات الطائفية وفرق الموت الايرانية وخطط الابادة التي تنفذها الحكومة. وانتقدت الحكومة بشدة بريطانيا لانها أنذرت مجموعة من الاكراد بضرورة الرحيل والعودة الى المنطقة الكردية في شمال العراق لانها منطقة آمنة قياساً ببقية انحاء البلاد. والغريب ان المتحدث الرسمي باسم تلك الحكومة يتهم سوريا بايذاء العراقيين لانها أعادت النظر في ترتيبات دخولهم واقامتهم فيها متجاهلاً ان حكومة بغداد, ومن ورائها الاحتلال, هي السبب في هروب ملايين من الشعب العراقي الى بلاد الله الواسعة نتيجة الانفلات الامني وطغيان الطائفية والعنصرية والتغلغل الايراني التخريبي وغياب القوانين وسيادة شريعة الغابة. وهذا الاتهام ليس عاطفياً, ولكن الامم المتحدة نفسها تعترف به مؤكدة ان العراق هو "بلد النزوح الكبير" لانه يشهد أكبر موجة نزوح في الشرق الاوسط منذ نكبة فلسطين في عام 1948, وان أكثر من الف عراقي يهاجرون من البلاد كل يوم بالاضافة الى أكثر من خمسين الف مواطن يضطرون الى الهجرة شهرياً من مدنهم أو مناطقهم الى مدن ومناطق أخرى في الداخل هرباً من تهديدات الميليشيات والعصابات الطائفية. وهكذا لم يجد العراقيون المهاجرون الى الخارج ملاذا آمناً أقرب من سوريا والاردن ثم مصر والامارات ولبنان. وفتحت هذه الدول مشكورة وبدرجات متفاوتة حدودها ومدارسها وخدماتها أمامهم رغم الاعباء المادية الضاغطة التي تشكلها أعدادهم على البنية التحتية لها. صحيح ان هناك مشاكل في تأشيرات الدخول لبعض هذه الدول فرضتها القوانين السارية, وثمة صعوبات في الحصول على الاقامة بسبب الظروف الامنية والاقتصادية, إلا ان الحقيقة المرّة التي يعترف بها الجميع هي انه ليس امام العراقيين المهاجرين إلا ان يلوذوا بديار اخوانهم ريثما تنجلي هذه المحنة السوداء التي يمر بها وطنهم. ومع ذلك فان مفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين تعاني ضغطاً شديداً في مكاتبها في دول الجوار العراقي للحصول على استمارات طلب اللجوء الى دول أخرى للتخلص من مشاكل الاقامة والدراسة والعمل والتأمين الصحي. لكن عين المفوضية بصيرة ويدها قصيرة, فهي لا تستطيع توفير فرص لجوء انساني لعدة ملايين من المنفيين العراقيين بينهم أطفال ونساء وشيوخ من مختلف المذاهب والطوائف. ولحسن الحظ فان أغلبية العراقيين المنفيين يرفضون لاسباب تتعلق بالكرامة الانسانية تقديم طلبات للحصول على لجوء انساني, وهم يؤمنون بان ليل الهجرة مهما طال سينتهي وانهم سيعودون الى ديارهم ومنازلهم واهاليهم وذكرياتهم. لا بديل عن الوطن. غير ان الموت المجاني الذي يطارد الجميع دفع الناس المهددين الى حمل متاعهم والترحال من أرض الى أرض بحثاً عن الامن والامان. ومصيبة العراقيين, وما أكثر مصائبهم, ان كل البشر باستثنائهم لهم حكوماتهم التي تدافع عنهم وتحميهم وتوفر لهم أسباب الحياة. بل ان مصيبتهم مضاعفة لان حكومتهم المفترضة تقف وراء غربتهم المريرة في الداخل والخارج. تبقى كلمة أخيرة الى الاشقاء في دول الجوار: حلمكم مع العراقيين, فالنبي أوصى بسابع جار.. خاصة اذا كان هذا الجار المهاجر يسكن في شقة مفروشة بدلاً من وطن مفروش! | |
|